البداية والتأسيس:

أنشئ النادي الفيصلي عام (1932م) في عمان بإسم كشافة النادي الفيصلي ثم أخذ أسمه الحالي عام (1941م) وهو أقدم نادي رياضي اجتماعي في الأردن، لذلك استحق عمادة الكرة الاردنية، وأكثر الأندية الأردنية تحقيقاً للألقاب حيث حقق 79 بطولة ولذلك أستحق لقب الزعيم.

 

قصة التأسيس:

الصديقان ناظم قاسم قردن ورياض الجقة واللذان جمعتهما المدرسة وحب التطوع والأفكار الخلاقة المبدعة وقيم العمل والتضحية للوطن؛ فكر هذان الصديقان بتأسيس فرقة كشفية بعد الإنتهاء من المدرسة والتخرج، حين كان الأردن عبارة عن إمارة شرق الأردن بلد يتلمس البدايات، تم التوجه إلى دائرة الداخلية التابعة لإمارة شرق الأردن وحصلوا على الموافقة الرسمية ودونَّا بوثيقة التأسيس وبمساعدة دولة السيد بهجت التلهوني والسيدين عبد السلام إبراهيم وقاسم الرفاعي، أهداف هذا النادي والتي تتلخص بإيجاد فرقة كشفية أهلية فأسسوا فرقة كشفية أسموها "فرقة كشافة الفيصلي" في العام 1932م.

 

وكان عدد أعضاء النادي في البداية (14) عضواً شكلوا نواة الفرق الكشفية وإنضمم لأسرة الكشاف المسلم ومقرها بيروت العاصمة اللبنانية وارتدى الكوفية والعقال وتعاقد النادي مع القائد الكشفي "انطون باسيل" الذي قاد الفرقة في البداية، وإلى جانب الفرقة الكشفية بدأ إدخال وممارسة ألعاب الخفة والمصارعة الرومانية والجمباز ورفع الأثقال وبناء الأجسام وبدأ النادي يحقق أهدافه الكشفية والثقافية والإجتماعية فعرض مسرحية عبد الرحمن الناصر وعمل على تعليم الأهالي القراءة والكتابة ومحو الأمية ولكن الفرقة الكشفية كان لها إهتمام خاص.

 

وفي عام 1935 تقدم شباب متحمس لإدارة النادي لبناء فريقاً لكرة القدم كان يحمل إسم "نادي الأشبال" وتمنوا أن يحملوا إسم النادي ويرتدوا قميصه، فتمت موافقة الإدارة بالإجماع وأنطلقوا يمارسون لعبتهم، وخاضوا العديد من المباريات مع الفرق الشعبية والفرق المدرسية.

 

وفي عام 1939 صدر أمر بإغلاق النادي حينما كان الأردن ما يزال تحت الوصاية البريطانية، وكان الاستعمار يترصد للوطنيين الأحرار فعمل الإنجليز على نقل إنطباعات مغايرة للواقع والحقيقة واتهموا كشافة النادي والمسؤولين عنها بأنهم يخلون بأمن الإمارة فتقرر إغلاق النادي، لكن لم يمنع إغلاق مقر النادي الأعضاء واللاعبين من مواصلة النشاط والعمل ولم يستسلموا فكان الإغلاق محطة إستعدوا بعدها للبناء من جديد فأستعانوا برجالات البلد وشكلوا لجنة إدارية لمتابعة شؤون النادي برئاسة دولة الإستاد سليمان النابلسي كرئيس فخري وضمت مجموعة من التجار وهم السادة زهدي عصفور وخليل عصفور ومحمد كمال الجقة وعادل الجقة وسليم عوض وبدأ بعدها فريق كرة القدم وانطلقوا يعملون كفريق واحد لإعادة النادي وممارسة نشاطه رسمياً، وبدأوا بجمع التبرعات لإيجاد الدعم الكافي لذلك، وشكلوا لجاناً فيما بينهم بمساعدة الأعضاء، وتوزعوا في مختلف مناطق الأردن، فنجحوا ثم عادوا وتقدموا بوثيقة تأسيس جديدة لدائرة الشؤون الاجتماعية تحمل إسم "النادي الفيصلي" ومقرونة بأسماء المؤسسين السادة زهدي عصفور، عادل الجقة، سليم عوض، محمد الصمادي، عبد الكريم عصفور، جمال أبو عزام، رشاد المفتي، أنطون البند، زهير عبد الهادي.

 

وفي عام 1941م إنطلق الفيصلي من جديد وبدأ البحث عن مقر له وأراد مؤسسوه أن يكون نموذجياً، وكانوا يدركون أن ذلك بحاجة لميزانية كبيرة، فقرروا إصدار يانصيب خيري على أن تشكل لجنة لمقابلة كلوب باشا للحصول منه على موافقة رسمية لبيع أوراق اليانصيب في وحدات الجيش، فوافق لهم، وكان للجنة الثقافية التي شكلت فيما بعد برئاسة السيد أحمد الطراونة وعضوية المحامي صبحي القطب وممدوح الصرايرة نشاطاً في المساهمة بتوزيع اليانصيب أيضا وأسفرت هذه المحاولات عن جمع مبلغ "3700 دينار" وكان هذا المبلغ كافياً للحصول على قطعة أرض بجوار الكلية العلمية الإسلامية "حالياً" جبل عمان، وتم تشيد مقر "الـنادي الـفـيـصـلي" وإنطلق الفيصلي محلياً وعربياً، إذ كثف فريقه الكروي مبارياته مع فرق من مختلف القطاعات المدارس والجيش الانكليزي والأندية محلياً، وعربياً.

 

شعار النادي :

في وقت كانت الحياة الزراعية مصدر رزق أبناء الأردن لذا فقد كرس شعار النادي طريقة عيش الأردنيين بوضع سنبلتين من القمح تحيطان بالنسر الذهبي، ويرتدي النسر الذهبي قميص الفيصلي الأزرق السماوي، وجاء إختيار النسر الذهبي كونه الطائر الذي يحلق في الفضاء أبعد من كل الطيور وهو إشارة إلى أن الفيصلي سيحلق بالألقاب أكثر من الجميع، ويقبض النسر بمخالبه على كرة قدم ويمسك بها بقوة كناية عن رغبته الجامحة بنيل الألقاب دون غيره من الأندية، ويفتح النسر فمه صارخاً كناية عن القوة والعنفوان والبحث عن فريسة يطاردها، وفي أسفل الشعار إسم الفيصلي وسنة تأسيس النادي على شبره مصبوغة باللون الأزرق الذي يطغى على شعار النادي.

 

وقد صمم الشعار الذي لم يتغير منذ نشأة النادي الشريف فواز الهاشمي أول رئيس للنادي، حيث كان قد صمم قبلها الشعار الرسمي للمملكة الأردنية الهاشمية وهذا هو سر وجود النسر بالشعارين.

 

تعدد الأنشطة والرياضات :

لم تكن لعبة كرة القدم هي الوحيدة في ذلك الوقت حيث وجدت آن ذاك لعبة كرة اليد والسلة والطائرة إضافة للملاكمة والسباحة، إلا أن ضعف الإمكانات المادية أدى إلى إضعافها والتركيز على لعبة كرة القدم الأكثر جماهيرية، وهنا بعض الرياضات التي شارك بها النادي الفيصلي وأبرز نجومه:

 

 - كرة الطاولة : وكان أبرز نجوم الفريق خالد الخماش وكمال الجقة الذي كان أحد أبطال اللعبة وعبد المجيد الجزازي وعدنان حجازي وغيرهم.

 

 - كرة السلة : الذي كان فضل تأسيسه للسيد محمد عصفور وكان من أبرز نجومه وليد عبد الهادي ووليد عصفور وعبدالله أبو نوار.

 

 - الملاكمة : وكان من أبرز ابطاله أديب دسوقي وبدري ديب وفهد الطنبور.

 

 - كرة الطائرة : ومن أبرز لاعبيه سليم عوض ومحمد الصمادي وخليل عصفور وعادل الجقة وغيرهم.

 

النادي والإستعمار :

بما أن النادي كان عبارة عن تجمع قوي لأبناء هذا الوطن قامت من خلاله العديد من الأنشطة والتجمعات التي تقف في وجه الإستعمار دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي، فما كان من الإستعمار إلا العمل على إغلاق النادي مانعاً بذلك الشباب من مزاولة حقهم في التعبير عن رفضهم لهذا الإستعمار.

 

العودة الميمونة :

كان للدعم الكبير لأبناء هذا الوطن والذي أثمر عن جمع مبلغ 4000 دينار في ذلك الوقت، عازمين بذلك إعادة بناء النادي وإعلاء صرحه من جديد، فكان لهم ما أرادوا وعاد النادي تحت اسم الفيصلي هذه المرة، حيث عمل أبناءه على نشر اللعبة في جميع أرجاء الوطن حيث توسع نشاطهم متمثلاً في إستضافة أندية عربية وأجنبية وتبادل اللقاءات فيما بينهم بما في ذلك الأندية المصرية والفلسطينية، وذلك على ملعب المحطة والكلية العلمية الإسلامية آن ذاك.

 

نشيد النادي الفيصلي :

يعود هذا النشيد لعام 1945م للشاعر حسني فريز :

 

نحن الشباب والأمل رمز الأماجيد الأول

عزت بنا روح العمل بعزمنا نبني المنى

شبابنا المجدد وجدنا المولد

يعطي لنا ما نقصد مجداً وعزاً وهنا

أمنيتي هذا الوطن أسمو به مدى الزمن

يسمو بنا إلى القنن شدنا له وشادنا

جباله حصن علا ترابه تبر زكا

وماءه شهد جلا نحبه كيفا بدا

نحن رجاءً وضيا للحق غوثٌ وسنا

جند له على المدى جند يزين الوطنا

اشترك بالنشرة الشهرية

بادر بالتسجيل لتصلك آخر الأخبار المتعلقة بالنادي